تابعوني على فيس بوك

الثلاثاء، 20 يناير 2009

فات الأوان


- آسفة يا حبيبي، لم أستطع العودة .. لقد جاءني عمل عاجل منعني من اللحاق بالطائرة.
بكلماتي الاعتذارية المعتادة بادرت "محمود" خطيبي الذي يحادثني هاتفيا من القاهرة، فقد كنت في رحلة عمل في باريس لعمل تحقيق صحفي هام، ولقد اتصل بي "محمود " مرتين طالبا مني العودة بإلحاح، وكنت أعده بذلك، ولكن بريق العمل والشهرة كان يمنعني من العودة قبل أن أحقق النجاح الذي أنشده في الموضوع الذي سافرت من أجله.
وهكذا كنت في شدة الخجل و أنا أحدثه، ولكنه أجابني بصوته الحنون الدافئ:
- لك عذرك يا حبيبتي، ولكن أرجوك .. ابذلي أقصى جهدك للعودة سريعا فقد أوحشتني للغاية .
واكتسب صوته رنة ألم وهو يستطرد:
- كما أنه هناك ما يجب أن أخبرك به..!
أجبته في دهشة:
- ألا يمكن أن تعطيني فكرة عن الموضوع؟!
صمت لحظة ثم قال في تردد:
- لا .. لا أظن أنه يمكن التحدث عنه في التليفون.
أنهيت المحادثة قائلة:
- عموما سأبذل قصارى جهدي .. إلى اللقاء الآن.
ورغم وعدي هذا، إلا أنني لم أعد إلى مصر إلا بعد أسبوع كامل لم أتصل فيه بــ"محمود" و لو لمرة واحدة بل اكتفيت بإرسال تلغراف لأخي، وآخر لخطيبي لينتظراني في المطار . و لكن عند وصولي وجدت أخي "حسن" وحده في انتظاري وعلى وجهه علامات الحزن، فسألته بلهفة :
- أين "محمود"؟ لماذا لم يحضر معك لاستقبالي.. ألديه ما هو أهم مني؟ّ!
خيل إليّ أنه ينطق بصعوبة وأني أرى بريقا غريبا في عينيه وهو يقول:
- لا .. لم يكن لديه من هو أهم منك أبدا، .. و لكن هناك ما منعه من استقبالك..
انهارت أعصابي وأنا ألح في سؤاله حتى أخبرني ودمعة تسيل على وجنته أن محموداً قد مات!!
لا أدري ماذا فعلت بعد أن سمعت ذلك، ولكن لم أدر إلا وأنا أدلف لمنزل "محمود" منادية باسمه والدموع تغرق وجهي، والصمت هو مجيبي الوحيد، ثم رأيت والدته جالسة في الصالة تبكي وسط جموع المعزين.
لحظتها فقط أدركت أنها الحقيقة .. لقد فقدت حياتي .. فقدت حبيبي "محمود" !
وقد أخبروني بعد ذلك أنه كان مريضا بمرض خبيث ظهرت أعراضه فجأة، وكان يرغب في قضاء أيامه القليلة الباقية معي، وبالطبع أضعت أنا بغبائي وطموحي الصحفي الجامح آخر لحظات لي معه .. مع "محمود".
مرت هذه الذكريات الأليمة بذهني كشريط سريع، و أنا أقدم استقالتي من الجريدة الشهيرة التي أعمل بها، وتمنيت لو كان "محمود" معي الآن لأخبره أنه عندي أهم من عملي، وعمري، وحياتي كلها ..
لكن للأسف لم يعد ندم الدنيا كله يجدي ... لقد فات الأوان!!

هناك 26 تعليقًا:

zainab يقول...

حبيبتى علا

لقد ذرفت الدموع من عينى على ماسطرتيه لنا من قصة موجعه

تسلم لنا أناملك الجميله

تحياتى حبيبتى

zainab يقول...

بجد يا علا ماشاء الله

كتابتك جميله قوى

تحياتى

الوردة البيضا يقول...

زينب الجميلة
ازيك يا قمر، أنا اسفة والله عارفة اني مقصرة معاك جدا بس والله غصب عني.

ربنا يخليكي يا رب على كل الكلام الجميل اللي قولتيه... ده كتير قوي عليا بس متوقع من إنسانة رقيقة وذوق زيك كده
تحياتي وسلامي لك

77Math. يقول...

غبي ..

بجد غبي ..

بجد حقيقي نرفزتني !

كان فيها إيه لو لمّح أو حتى صرّح لها يعني ؟

خايف على مستقبلها المهني؟ أهي استقالت !


دا كان تعليقي على القصة نفسها..

إنما أسلوبك حلو في العرض، نجح في استفزازي !

تحياتي

أحــوال الهـوي يقول...

قصة جميلة
و رمانسية حالمه
وواقعية غائبه
فهو لم يسألها ان تترك كيانها و نجاحها بل كان يسعده
و لكنها قتلت طموحها و فقدت حبيبها
فماذا بقي لها

تحياتي

Hanan Elshafey يقول...

حزييييييييييينه اوي
كمان كلها الم
الا يكفي فقدانها لاعز انسان
الا يكفي ضياعه
ولكن القلب الاعمي يابي الا الانتقام مما كان السبب
دمتي فنانه قويه ومعبره
رعاك الله

موناليزا يقول...

لا نشعر بقيمة الاشياء الا اذا فقدناها

dina يقول...

مش عارفة و الله اقول ايه ....صعوبة انى اقول تعليق نفس صعوبة الموقف
الله يرحمه و هى لهاالله

شيماء زايد يقول...

الندم والدمع وغيرها اشياء كثيرة
تأتي بعد فوات الآوان
علا الجميله
تعزفين علي اوتار مشاعرنا نظرات ولحظات انسانية عميقه وصادقة
دمتي قلما مبدعا

rovy يقول...

اختى الكريمه
دائما ما نندم بعد فوات الاوان
قصتك معبره جدا عن واقعنا الذى نحياه جميعا و نحن نلهث وراء قطار الحياه خائفين ان يمضى دون ان نحقق اهدافنا و لو وعينا الحقيقه لعلمنا ان حياتنا مع من نحب ابقى و اغلى وان اى شىء اخر سيزول مع زوال الحياه الا الذكريات الجميله و النفوس الصادقه فأكيد ستكون معنا الى ما بعد الحياه

دمتى بكل خير و دمت مبدعه
تحياتى

غير معرف يقول...

عزيزتي ..
تحياتي لقلمك الجميل..
هل ذهبتِ إلى المعرض يا ترى ؟! كتب رائعة هناك ! :)

Ahmed Hishmat يقول...

الفكرة جميلة
بس أعتقد إنها كانت عايزة شوية كمان على النار عشان تستوي كويس
.........
انتي استعجلتي في حاجات كتير قوي

الازهرى يقول...

عندما نخلف ميعادنا مع انسان ربما لا نشعر باهمية ذلك او نتناساه
ولكن قد يكون الميعاد هو اهم ما لديه فى الحياه بل نكتشف فيما بعد انه كل حياتنا

للاسف عايشت ما يمكن اعتباره المقابل الحقيقي للقصة
وقد ابدعت بالفعل فى وصفه
تحياتى دوما

من غير عنـــوان يقول...

مدخل ممتاز
ايجاز... تشويق... دراما... رومانسية

الله ينور

وحـــــــــــى القلم يقول...

لقد أسبلت الدمع عند قرائتى قصتك الاليمه
قصه رومانسيه مؤثره
دمتى بود عزيزتى المبدعه

أميرة الجنة يقول...

السلام عليكم
حراااااااااااااااااااااام عليكى اللى بتعمليه فيا ده
انا مت وانا بقرا وفى الاخر لما دخلت عالتعليقات الاقيها قصة فى الاخر
ربنا ما يخليكى تحزنى ابدا يا اجمل وردة
تقبلى تحياتى
دمتى مبدعة وتوقعى قلبى على طول

wafaa يقول...

طيب استقالت ليه ؟
تبقى خسرت حبيبها وكمان حياتها ومستقبلها اللى هو اتمنالها النجاح فيه ؟

تحياتى لاجمل وردة

Unknown يقول...

قصة رائعة.. مركزة وجارحة.

محمد يقول...

رائعه
وأسمحى أنها تعبر عن أسلوبنافى التعامل
حتى فى أفضل حالاتنا
نحن غير مباشرين سواء فى الحب أو حتى الرفض أو الطلب
ودائما نفوت على أنفسنا أجمل المشاعر
وأرق اللحظات أو أخطرها وأدقها
نستخدم كلمات لاتعبر عن الحاله تمام
هل عدم ذكره لحالته نوع من التضحيه
أم أنه يتركها لشعور الندم على ما فاتها
سيدتى العمر لحظه وقرار
فمن فاتته اللحظه ضاع منه القرار
تحياتى لموهيتك

اقصوصه يقول...

جميله جدا :)

غير معرف يقول...

فكرة جيدة لا تخرج الا من عقل مرتب

اما بالنسبة لبطلة القصة




لا تعليق



احمد

مفكر يقول...

السلام عليكم::

شكرا على السؤال يا وردة،،،عطرتي مدونتي بمرورك الجميل

انا إمتحناتي بعد نصف السنة مش قبلها،،،نظام غبي نعمل ايه

إن شاء الله كلها ثلاثة أسابيع وأرجع أتابعكم

تحياتي القلبية العميقة لكاتبتنا الكبيرة

Wish I were a Butterfly ... يقول...

أسلوبك راااائع ماشاء الله

القصة واقعية جدا جدا. بصراحة في الأول كنت حاسة إن ممكن تكون حقيقية بس جوايا بتمنى إنها تكون مجرد قصة

عارفة؟ فيه كلمات أغنية دايما بفتكرها كتيرأوي.. بتقول
الحقيقة شي غريب. مـا بنعرف قيمة الاشياء إلا بعد ما تغيب

فعلا ناس كتيرةأوي بقت خطواتها بطيئةجدا في التعبير عن مشاعرها و الاستمتاع باللحظات الحلوة اللي مش كتير بتجيلنا فرصتها في الدنيا. مش بندي الناس الكويسة اللي حوالينا قيمتهم الحقيقية ومش بنحسها غير بعد فوات الأوان فعلا
لك كل الحب :).ويارب عمرك ما تحسي إحساسها أبدا

شمس النهار يقول...

القصه جميله بس مؤلمه
تحكي قصة مشكلةالاف المغتربين الذين يموت احبابهم وهم محرومين من قضاء اخر اللحظات معهم
القصه مكتوبه بطريقه لطيفه

doaa يقول...

قصة رائعة وواقعية جدا بما يجوبها من ألم
تحياتي لخيالك

هيثــم رمضـــان يقول...

ماشاء الله إسلوبك في الكتابة شيق جداً فعلاً إبداع يدل علي كثرة القراءة. إستمري وبالتوفيق إن شاء الله وأقترح عليك أن تكتبي رواية طويلة إن كنتي لم تفعلي من قبل لان أسلوبك سوف يساعدك علي هذا بسهوله.