تابعوني على فيس بوك

الجمعة، 20 مارس 2009

كلاكيت ثاني مرة ‍‍‍‍


عبرت فناء الكلية بخطوات متثاقلة متجهة إلي الكافيتريا حيث تنتظرني زميلتي لنرحل سويا، وفجأة اتسعت عيناي وتراجعت خطوتين للخلف عندما وقع بصري علي مشهد خُيل إليّ أني رأيته سابقا!
بل إنني متأكدة، فأنا لم أره سابقا فقط، بل كنت بطلته أيضا! وإليكم ما رأيت:
كانا شابا وفتاة يجلسان متجاورين بمفردهما، بينما انهمكا في حديث هامس ترتفع خلاله ضحكات رقيقة صادرة عن الفتاة. كانت هي إحدى الزميلات في الكلية وإن كانت تصغرني بعامين فأنا في عامي الرابع بالكلية بينما مازالت هي في عامها الثاني. أما هو فكان زميلي بنفس القسم والدفعة و .. حبيبي !!
ألم أقل لكم إنني أعرف هذا المشهد جيداً، ولقد رأيته الآن يتكرر أمامي مرة أخرى بكل تفاصيله مع اختلاف واحد بسيط للغاية!
أنا ! .. لقد اختفيت أنا تماما لتحتل هي مكاني!!
لن أخبركم كم كان قاسيا شعوري عندئذ ... أبهذه البساطة استطاع أن يستبدلني بأخرى؟ .. ألم أخطر بباله، ولو للحظة واحدة قبل أن يقدم علي خيانتي عند أول خلاف بسيط بيننا؟!
وخشيت لو اقتربت منهما أن أسمع نفس الكلمات التي دارت بيننا من قبل، واكتشفت أنني كنت ضحية لخدعة حقيرة من إنسان لا يقيم أدنى وزن للمشاعر النبيلة!
وتمزقت مشاعري بين إحساسي بالغدر الذي هز كياني بقوة، وشعوري بالغيرة التي كادت تدفعني للتهور حتى أنه قد خطر ببالي أن أتقدم منهما لأصفعه هو على وجهه ولأجذب تلك الحقيرة من شعرها و ....
وتراجعت طبعا لأن هذا الفعل ليس من أخلاقي، كما أنه لا يتناسب مع وجودنا في الكلية!
وسرعان ما تمالكت نفسي، وحمدت الله إنني قد اكتشفت خيانته، وأنه ليس الإنسان الذي يستحق حبي وثقتي . ولكني كنت أشعر بالألم يمزقني لاكتشافي كم كنت ساذجة حين صدقته ومنحته أجمل مشاعري و أيامي.
ثم لم تلبث مشاعر الإشفاق أن تسللت إلي أعماقي .. نعم ، لقد أشفقت علي تلك الفتاة الرقيقة الجميلة من أن تمر بكل ما مررت به أنا من قبل لينتهي بها الأمر متفرجة علي مشهد لعبت بطولته من قبل كما أفعل أنا الآن!
وخطر لي أن أحذرها .. نعم .. من واجبي أن أفعل، ولكن أية محاولة من جانبي لتحذيرها سيتم تفسيرها علي أنها مجرد شعور أحمق بالغيرة، وعدم تقبل الهزيمة...
وبإعادة النظر إلي وجهها الرقيق الناعم، أيقنت أنه ربما هو من يحتاج للتحذير!!
لقد لمحت في عينيها خبثا و دهاءً بلا حدود. إنها ليست في سذاجتي ... ليست غريرة وبريئة كما كنت أنا. لقد كنت صفحة بيضاء، وكان هو أول من سمحت له بأن يسطرني بكلمات الحب والوفاء والإخلاص، لأكتشف بعد ذلك أنه قد كتبها بحبر الغدر والخيانة والخداع!!
ألقيت عليهما نظرة أخيرة عندما وصل تفكيري إلي هذه النقطة، ثم رأيته يلتفت ناحيتي فجأة بعد أن علا صوت زميلتي وهي تناديني عندما تأخرت عليها.
ارتبك هو في البداية، ثم ارتسمت علي شفتيه ابتسامة خبيثة متشفية لم تلبث أن اختفت سريعا عندما قابلتها بنظرة احتقار وازدراء وأنا أتأبط ذراع زميلتي متجهة نحو باب الخروج دون أن ألتفت خلفي مرة أخرى .. قط.