تابعوني على فيس بوك

الأحد، 7 ديسمبر 2008

ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين


لن أقص عليكم هذه المرة قصة جديدة، ولن يكون موضوعي هذا أيضا مجرد تهنئة بالعيد كما كنت أتمنى، وذلك بعد أن وقع موقف محزن لصديق عزيز ليس مصريا.
للأسف تعرض هذا الصديق منذ أيام قلائل لحادث سرقة سخيف أثناء وجوده بأحد المطاعم الشهيرة بوسط القاهرة، حيث اختفت حقيبته فجأة من جواره دون أن يترك ذلك اللص الحقير أي أثر خلفه، وبالإضافة لما كانت تحتويه هذه الحقيبة من أموال وأشياء خاصة بصاحبها وتساوي الكثير ماديا ومعنويا، فقد احتوت أيضا على أمانة لا تخصه، وعليه الآن بعد سرقتها أن يتحمل ثمنها كاملا!!
يجب أن نعترف أن الحوادث السخيفة التي تقع في شوارع القاهرة– من سرقة ونشل وخلافه الكثير – قد زادت بشدة في الفترة الأخيرة، وأن شقيقتي نفسها قد تعرضت في شهر واحد لحادثين دفعة واحدة أحدهما سرقة بالإكراه عندما مرت بجوارها دراجة بخارية مسرعة جدا يركبها شابان اختطف أحدهما حقيبتها بكل محتوياتها في لمح البصر، وأكملت الدراجة البخارية انطلاقها دون أن يتدخل أحد من المارة رغم صراخ شقيقتي التي أصابها الفزع والرعب مما حدث، والمرة الأخرى كانت حادث نشل في مترو الأنفاق، وضاع فيها مبلغا محترما من المال إلى جوار بطاقتها الشخصية - التي كانت قد استخرجتها من جديد بعد ضياعها في الحادث الأول!!
قد يكون تعدد هذه الحوادث ووضوحها بشكل كبير نتاج عدد سكان مصر الرهيب الذي يتزايد باضطراد وبلا هوادة، بالإضافة لزوارها والمقيمين فيها من الجنسيات الأخرى، مع الظروف الإقتصادية والاجتماعية المؤلمة التي تمر بها بلادنا والتي نعلمها جميعا، لكن الأمر اتسع ليتجاوز الأضرار الفردية، تجاوزه إلى الإضرار بسمعة مصر وتشويه أجمل سمة لطالما اتسمت بها بالنسبة لكل غريب أو زائر، والتي عبر عنها الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم بقوله "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"... أين ذهب الأمان فيك يا مصر؟؟ وإن كنا نحن كمصريين يمكننا إيجاد تبريرات عندما تحدث هذه المواقف المؤلمة لأي منا، فما الذي يمكنني أن أقوله لصديقي هذا وغيره الكثيرين الذين فقدوا الثقة في المصريين وباتوا يفتقرون للأمان بيننا ولعل آخرهم المطربة المغربية ليلى غفران التي فقدت ابنتها مؤخرا على أرض مصر والقاتل مصري للأسف!!
ماذا حدث لنا؟؟ وماذا حدث لمصرنا الحبيبة الآمنة الجميلة التي تفتح ذراعيها منذ آلاف السنين لكل زائر وغريب، وتحيطه بالكرم والأمان والود؟؟؟
لازال الخير موجودا في أبنائك يا مصر هذا صحيح، لكنه انكمش كثيرا كثيرا عما سبق، وأصبح الأخيار قلة مندسة وسط الآلاف من منعدمي الذمة والضمير، ولكي لا تكون الصورة قاتمة تماما يجب أن أقص الموقف الذي تعرضت له أنا شخصيا في أحد الأيام عندما كنت في طريقي لعملي صباحا وركبت وسيلة مواصلات خاطئة بعد أن ضللني المنادي الذي يجمع الأجرة بالسيارة، وبسبب الزحام الرهيب تركت حقيبتي مع إحدى الراكبات حتى أستطيع الوقوف، ولكني عندما اكتشفت أن السيارة تسير في مسار خاطئ لن يذهب بي أبدا إلى عملي الذي تأخرت بالفعل عن موعده تصاعدت الدماء إلى رأسي وتشاجرت مع المنادي حتى أوقف السائق السيارة وفي غمرة انفعالي نزلت وتركت حقيبتي!!
لم يكن معي طبعا قرش واحد، لكن أقسم لكم أن سائقا آخر محترما توقف لي وأصر على توصيلي حتى باب الشركة التي أعمل بها دون أن يتقاضى أجرته بل أصر أيضا على منحي جنيها أركب به لأعود لمنزلي!!!
الأدهى من ذلك أن حقيبتي المفقودة عادت لي في اليوم نفسه دون أن تنقص منها قشة، ودون أن يقبل سائق السيارة التي كنت أركبها،- والذي عثر عليها بعد نزول الركاب – أن يتقاضى أي مكافأة على أمانته، وفعل مثله ساعي مكتبي الذي ذهب للقائه واستلام الحقيبة منه!!
هذا هو كل ما يمكنني قوله لصديقي ولكل من تعرض لحادث مؤلم على أرض وطني الحبيب... الخير لا يزال موجودا في أبناء مصر رغم كل ما يحدث لهم ويدفع البعض منهم لارتكاب أفعال غير مسئولة تسيئ لنا كمصريين وتسيئ لصورة مصرنا الجميلة في عيون زوارها.
يؤسفني إثارة موضوع كهذا في هذه الأيام التي نحتفل فيها بعيد الأضحى المبارك، لكني أنتهزها فرصة لأدعو الله في يوم عرفة أن ينمي بذرة الخير الباقية في نفوس أبناء مصر، ويوقظ ضمائر من غابت ضمائرهم منا ليعلموا بشاعة الجرم الذي يرتكبوه...
وأدعوه أن تعود مصر- كما كانت على مر العصور – حصن أمان لكل من يقصدها وكل من يحيا على أرضها.
آمين

هناك 34 تعليقًا:

الازهرى يقول...

صديقتى العزيزة

الموضوع ليس مجرد كلمات نقولها
فمصر كانت بالفعل بلد الامن والامان ونتمنى من الله ان تعود كذلك

ولكن كنا قديما نقول انها النقاط السوداء تظهر بوضوح فى الثوب الناصع البياض
ولكن تردى الامر الى ان اصبح الثوب ملطخا بشدة بالسواد ويحتاج الى الكثير لتطهيره

اعتذارى لصديقك عما حدث ولشقيقتك كذلك
وكل وعام وكل من تحبين بخير وفى امن وامان وطمأنينة

mohamed ghalia يقول...

إذا الإيمان ضاع فلا أمان
إن شاء الله ترجع
اللهم أمين
كل سنة وانتى طيبة
عيد سعيد عليكى وعلى كل أحبابك
دمتى فى حفظ الله

حاجــ عيال ــات يقول...

السلام عليكم
كل سنة وانت طيبة ياروز في البداية
وماحدث شيء شيء لكن في وسط اشياء كثير جميلة
أرجو أن تعتذري لصديقك ولكن اذذكري له الجميل فينا واجعليه يلتمس العذر للقليل منا

وكل عام وأنت بخير

جهاد مشالي

م/ الحسيني لزومي يقول...

تقبل الله منا ومنكم
وكل عام وانتم بخير

من غير عنـــوان يقول...

العزيزة الورده البيضاء..
أولا كل عيد وإنت وأحبائك بخير وصحه وهنا

ثانيا شكرا على سؤالك... والود ودي أزور كل الحبايب بإنتظام ... بس المشكله إني مش عارف أزود الشريط الجانبي اللي كتير حاطينه للمتابعه... جديد على المدونات بقى.. عشان كده ممكن تعذريني...

أما بالنسبه لما حدث في مصر فهذه قصة طويله أتخيل أن بدايتها بالتهاون في الحقوق...وده اللي خلى الناس تزيد في عدم الإخلاقيات.. لإن مافيش رادع

ربنا يستر


تحياتي

Desert cat يقول...

شعور الشخص اللى بيسترق بالاكراه ده صعب وصفه لانى تعرضت ليه من سنتين تقريبا .. ونفس الطريقة اللى اختك اتسرقت بيها ايضا كانت حقيبتى مش مشكلة محتوى الحقيبة لكن الألم النفسى بيكون شديد وصعب جدا .. بالنسبة للصديق اللى اتسرق اشيئاه فى وسط البلد فاحنا اخذنا الصدارة فى الدول الاخرى من تحذير الوافدين من المصريين سواء لتكرار حوادث السرقة او التحرش بالسائحات
رربنا يستر من الى جاى
مودتى واحترامى

غير معرف يقول...

السلام عليكم
اولا بس كل عام وحضرتك بالف خير والعيد القادم تكونى فى افضل حال وطبعا زيارة حضرتك دى شرفتنى بس والله مدونة حضرتك متميزة اوى ربنا يبارك لحضرتك فيها
وبالنسبة بقى للى حصل لصديق حضرتك الغريب عن البلد ده فبصى حضرتم كا تزعليش نفسك اوى فاحنا الحمد لله بقت سمعتنا فى البلاد كلها وحشة جدااااا وذلك بفضل اعلامنا الغبى وسياسة بلدنا القذرة فمش عتفرق ان واحد يزيد وياخد سمعة سيئة وحسبنا الله ونعم الوكيل فى اللى وصلوا المواطن المصرى للحال ده وربنا يزيح الغمة

قبل ما نسى بقى هة حضرتك جايبه الtemplate بتاع المدونة بتاعتك منين ؟

دمتى بكل خير واتشرفت بمدونة حضرتك والله ويلا سلام

Mona يقول...

عزيزتي علا
أولاً أشكرك على مرورك لمدونتي وكل عام وأنتِ بخير وان شاء الله ينعاد عليكِ بالصحة والعافية...
بصراحة زرت مصر من قبل في عام 2004 وقررت عدم العودة اليها أبدااااااااا ... لم أتعرض للسرقة بل ضايقني جداً تحرشات الشباب بنا نحن اللبنانيات بالرغم من مظهرنا المحتشم... عندما يسمعوننا نتكلم باللهجة اللبنانية لا ينفكون يلاحقوننا ولا يدعوننا وشأننا ... ويطرحون علينا سيل من الأسئلة من باب التعارف ... والله بصراحة شعرت بالقرف والاشمئزاز ومنذ سنتين ذهبت لعند عمتي الى امريكا الى نيويورك وكانت من أحلى وأجمل الأوقات قضيتها هناك ... مشيت في الشوارع ولم أتعرض لا للنشل ولا للتحرشات :)
وللأسف سمعت مؤخراً في وسائل الاعلام بأن التحرشات تزايدت بشكل ملحوظ ولا حول ولا قوة الا بالله ...
الله يهدينا ويهدي الجميع
أختك منى

hicivil يقول...

انا هدور على مصر تانيه مصر جديده

Kiara يقول...

مصر هتفضل بلد الامن والامان لكن اللي بيحصل دلوقتي مش عارفه بجد هنوصل لفين بعد كدا

وحشاني ياقمر

rovy يقول...

السلام عليكم

كل عام وانتى بخير و عيد سعيد عليكى و على أمتنا ..
بوست متميز و لا يسعنى الا ان ادعوا الله معكى كى تعود مصرنا الحبيبه بلد الامن و الامان يااارب

خالص تقديرى و تحياااتى

أحــوال الهـوي يقول...

اولا شكرا لمرورك بمدونتي المتواضعة
ثانيا شكرا لارشادي الي عنوان مدونك فمن الواضح اننا امام موهبة جميلة في كتابة المقال و القصة
اسلوب راقي ... تحليل و اقعي .... قدرة تصورية بديعة و سرد قصصي يدفع القارئ الي الخوض و الاستمرار الي نهاية الموضوع فلا يمل ولا يكل

كل عام و انت بخير و اسرتك و ذويك في صحة و سعادة
تحياتي

موناليزا يقول...

اذيك ياحبيبتى؟
كل سنة وانتى طيبة
اعذرينى لتأخيرى كان الجهاز عندى بايظ

فعلا رغم ان الخير اصبح قليل الا انه مازال موجودا

الوردة البيضا يقول...

الصديق الأزهري
بالفعل المسألة تحتاج من كل مصري يريد أن يعيد لبلدنا صورتها الآمنة مجهودا كبيرا، ولن تظهر النتائج على الفور وإنما قد تحتاج لتربية الأجيال القادمة على المفاهيم الصحيحةوالأصيلةونستأصل الشرور التي تمكنت من أرواح الكثيرين منا.
كل سنة وانت طيب وعيد سعيد

الوردة البيضا يقول...

الصديق محمد غالية
يارب يرجع الإيمان والأمان
شكرا على مرورك الجميل
ودمت بمنتهى الود

الوردة البيضا يقول...

كوشيا الجميلة
عيد سعيد عليكي وشكرا على مرورك الجميل
وربنا يحبب فيكي خلقه كمان وكمان

الوردة البيضا يقول...

الصديقة الجميلة جهاد مشالي (حاجات عيال)
أتمنى بالفعل أن يذكر صديقي هذا وكل من تعرض للإساءة في وطننا مثله محاسن القليلين منا وكرم أخلاقهم بشكل قد ينسيه مرارة ما حدث
ولعله يلتمس لنا العذر
شكرا على مرورك يا جهاد وكل سنة وانت طيبة

الوردة البيضا يقول...

م. الحسيني لزومي
شكرا على مرورك الكريم ومرحبا بك دائما

الوردة البيضا يقول...

الصديق العزيز من غير عنوان
أتفق معك تماما في الرأي، وربنا يستر على مصرنا الحبيبة
نورتنا وبانتظارك دائما، ويارب تكون قضيت عيد سعيد

الوردة البيضا يقول...

desert Cat
مرحبا بك في مدونتي المتواضعة، وبالفعل الألم النفسي في هذه الحالات بيكون أبشع كثيرا من الخسارة المادية.
نتمنى أن تتغير الأحوال للأفضل إن شاء الله
تحياتي لك وبانتظارك دائما

الوردة البيضا يقول...

الصديق جمعاوي صاحب عيادة أسنان
أهلا بيك يا فندم، وعموما دوام الحال من المحال، وقادر ربك يعدل اللي مال!!
أشكرك على مشاركتك وتعليقك وأتمنى ألا تكون زيارة عابرة.
وبالنسبة للـ template فهو وغيرهالكثير موجود على اللينك التالي:
http://blogger-xml.blogspot.com/
أي خدمة يا باشا

الوردة البيضا يقول...

منى الجميلة
أهلا بك وبكل إخواننا في لبنان. نورتيني وشرفتيني، وأحزنني جدا ما ذكرته عن الخبرات السيئة التي قابلتك عند زيارتك لمصر، واعتذر لك من صميم قلبي، وأتمنى أن تمنحينا فرصة أخرى ذات يوم وتكرري الزيارة وأتمنى من الله ألا نخزلك هذه المرة وأن نحسن استقبالك أنت وصديقاتك.

أكرر اعتذاري لك وكل عام وانت بخير

الوردة البيضا يقول...

الصديق hicivil
أهلا بك، ومصر الجديدة اللي بتحلم بيها علينا احنا إننا نبنيها ونعمرها بالخير والأمان والحب
كل سنة وانت طيب
وياريت تشرفني دايما

الوردة البيضا يقول...

الجميلة مولان
لكل شيء نهاية، وإن شاء الله الفوضى اللي احنا فيها دي تكون نهايتها قريب
انتي كمان وحشتيني يا سكرة، ونورتيني الشوية دول

كل سنة وانت طيبة

الوردة البيضا يقول...

روفي
ربنا يستجيب منا ومنك إن شاء الله

خالص شكري وتحياتي لك

الوردة البيضا يقول...

أحوال الهوى
لا أجد ما يكفي من الكلمات لشكر حضرتك على ذوقك ومديحك الجميل.. ربنا يكرمك
وأتمنى بالفعل أن تصبح زائرا دائما ومشاركا بالرأي في هذه المدونة
كل سنة وحضرتك والأسرة بكل خير وسعادة
تحياتي وتقديري

الوردة البيضا يقول...

موناليزا الجميلة
أهلا بك يا قمر، والف سلامة على جهازك!!
الخير موجود بس يارب يزيد ويكبر ويضلل من تاني على كل واحد ماشي في شوارعك يا مصر
في انتظارك دايما يا قمر

كبرياء وردة يقول...

كم هو مؤلم أن يطبق حكم جائر على فئة بأكملها بسبب أفعال شائنة لأقلية ما

دمت بخير،،،

الوردة البيضا يقول...

كبرياء وردة
أهلا بك يا عزيزتي وشكرا على زيارتك الجميلة.
للأسف لم يعد مقنعا أن نقول أن الأقلية هي السيئة لأن العكس أصبح هو الصحيح!!

تحياتي لك

المتبهدلون في الأرض يقول...

لا حول ولا قوة إلا بالله


بيقولوا أيام سيدنا عمر بن عبدالعزيز ....ما كنش أياميها حرامية ....


ولا حتى فقراء

حتى إن الناس ما كنتش بتلاقي تودي الزكاة فين ..
وكان بيت مال المسلمين .... يفيض بالمال ..ولا يفرغ أبدا منه



::::::::::::::::::
كل عام وانتى الى الله اقرب


ومدونتك أحس فيها بالصدق ..الإخلاص ... الأمانة ...فدومتي مدونة صادقة

الوردة البيضا يقول...

المتبهدلون في الأرض
شكرا يا صديقي على زيارتك وتعليقك، وعلى رأيك الإيجابي في المدونة والذي أثلج صدري.
وكل عام وانت بألف خير
وأتمنى ألا تكون أول وآخر زيارة

غير معرف يقول...

الي الورده البيضاء
صديقتي العزيزه
من الصعب جدا ان نصل ببلدنا ونحلم بجمهوريه ليس فيها كدب او خداع كما قال افلاطون ولكن قد تكون هذه هي البدايه فكم حاول قبلك الكثير الكثير وفشل ونحن معك قلبا وقالبا تحياتي لكي ولكل من يحمل هذه الافكار الجميله البريئه
اسامه هنداوي - مهندس مدني

الوردة البيضا يقول...

الصديق المهندس أسامة هنداوي
شكرا على اهتمامك وتشجيعك، وأهلا بك صديقا عزيزا،ه وأتمنى ألا تكون هذه مجرد زيارة عابرة
في انتظار مشاركاتك دائما
دمت بكل الود وكل عام وانت بخير

doaa يقول...

ربنا يهدي المصريين ويعودوا كما كانوا
وتعود مصر بلد الأمن والأمان
تحياتي