عبرت فناء الكلية بخطوات متثاقلة متجهة إلي الكافيتريا حيث تنتظرني زميلتي لنرحل سويا، وفجأة اتسعت عيناي وتراجعت خطوتين للخلف عندما وقع بصري علي مشهد خُيل إليّ أني رأيته سابقا!
بل إنني متأكدة، فأنا لم أره سابقا فقط، بل كنت بطلته أيضا! وإليكم ما رأيت:
كانا شابا وفتاة يجلسان متجاورين بمفردهما، بينما انهمكا في حديث هامس ترتفع خلاله ضحكات رقيقة صادرة عن الفتاة. كانت هي إحدى الزميلات في الكلية وإن كانت تصغرني بعامين فأنا في عامي الرابع بالكلية بينما مازالت هي في عامها الثاني. أما هو فكان زميلي بنفس القسم والدفعة و .. حبيبي !!
ألم أقل لكم إنني أعرف هذا المشهد جيداً، ولقد رأيته الآن يتكرر أمامي مرة أخرى بكل تفاصيله مع اختلاف واحد بسيط للغاية!
أنا ! .. لقد اختفيت أنا تماما لتحتل هي مكاني!!
لن أخبركم كم كان قاسيا شعوري عندئذ ... أبهذه البساطة استطاع أن يستبدلني بأخرى؟ .. ألم أخطر بباله، ولو للحظة واحدة قبل أن يقدم علي خيانتي عند أول خلاف بسيط بيننا؟!
وخشيت لو اقتربت منهما أن أسمع نفس الكلمات التي دارت بيننا من قبل، واكتشفت أنني كنت ضحية لخدعة حقيرة من إنسان لا يقيم أدنى وزن للمشاعر النبيلة!
وتمزقت مشاعري بين إحساسي بالغدر الذي هز كياني بقوة، وشعوري بالغيرة التي كادت تدفعني للتهور حتى أنه قد خطر ببالي أن أتقدم منهما لأصفعه هو على وجهه ولأجذب تلك الحقيرة من شعرها و ....
وتراجعت طبعا لأن هذا الفعل ليس من أخلاقي، كما أنه لا يتناسب مع وجودنا في الكلية!
وسرعان ما تمالكت نفسي، وحمدت الله إنني قد اكتشفت خيانته، وأنه ليس الإنسان الذي يستحق حبي وثقتي . ولكني كنت أشعر بالألم يمزقني لاكتشافي كم كنت ساذجة حين صدقته ومنحته أجمل مشاعري و أيامي.
ثم لم تلبث مشاعر الإشفاق أن تسللت إلي أعماقي .. نعم ، لقد أشفقت علي تلك الفتاة الرقيقة الجميلة من أن تمر بكل ما مررت به أنا من قبل لينتهي بها الأمر متفرجة علي مشهد لعبت بطولته من قبل كما أفعل أنا الآن!
وخطر لي أن أحذرها .. نعم .. من واجبي أن أفعل، ولكن أية محاولة من جانبي لتحذيرها سيتم تفسيرها علي أنها مجرد شعور أحمق بالغيرة، وعدم تقبل الهزيمة...
وبإعادة النظر إلي وجهها الرقيق الناعم، أيقنت أنه ربما هو من يحتاج للتحذير!!
لقد لمحت في عينيها خبثا و دهاءً بلا حدود. إنها ليست في سذاجتي ... ليست غريرة وبريئة كما كنت أنا. لقد كنت صفحة بيضاء، وكان هو أول من سمحت له بأن يسطرني بكلمات الحب والوفاء والإخلاص، لأكتشف بعد ذلك أنه قد كتبها بحبر الغدر والخيانة والخداع!!
ألقيت عليهما نظرة أخيرة عندما وصل تفكيري إلي هذه النقطة، ثم رأيته يلتفت ناحيتي فجأة بعد أن علا صوت زميلتي وهي تناديني عندما تأخرت عليها.
ارتبك هو في البداية، ثم ارتسمت علي شفتيه ابتسامة خبيثة متشفية لم تلبث أن اختفت سريعا عندما قابلتها بنظرة احتقار وازدراء وأنا أتأبط ذراع زميلتي متجهة نحو باب الخروج دون أن ألتفت خلفي مرة أخرى .. قط.
بل إنني متأكدة، فأنا لم أره سابقا فقط، بل كنت بطلته أيضا! وإليكم ما رأيت:
كانا شابا وفتاة يجلسان متجاورين بمفردهما، بينما انهمكا في حديث هامس ترتفع خلاله ضحكات رقيقة صادرة عن الفتاة. كانت هي إحدى الزميلات في الكلية وإن كانت تصغرني بعامين فأنا في عامي الرابع بالكلية بينما مازالت هي في عامها الثاني. أما هو فكان زميلي بنفس القسم والدفعة و .. حبيبي !!
ألم أقل لكم إنني أعرف هذا المشهد جيداً، ولقد رأيته الآن يتكرر أمامي مرة أخرى بكل تفاصيله مع اختلاف واحد بسيط للغاية!
أنا ! .. لقد اختفيت أنا تماما لتحتل هي مكاني!!
لن أخبركم كم كان قاسيا شعوري عندئذ ... أبهذه البساطة استطاع أن يستبدلني بأخرى؟ .. ألم أخطر بباله، ولو للحظة واحدة قبل أن يقدم علي خيانتي عند أول خلاف بسيط بيننا؟!
وخشيت لو اقتربت منهما أن أسمع نفس الكلمات التي دارت بيننا من قبل، واكتشفت أنني كنت ضحية لخدعة حقيرة من إنسان لا يقيم أدنى وزن للمشاعر النبيلة!
وتمزقت مشاعري بين إحساسي بالغدر الذي هز كياني بقوة، وشعوري بالغيرة التي كادت تدفعني للتهور حتى أنه قد خطر ببالي أن أتقدم منهما لأصفعه هو على وجهه ولأجذب تلك الحقيرة من شعرها و ....
وتراجعت طبعا لأن هذا الفعل ليس من أخلاقي، كما أنه لا يتناسب مع وجودنا في الكلية!
وسرعان ما تمالكت نفسي، وحمدت الله إنني قد اكتشفت خيانته، وأنه ليس الإنسان الذي يستحق حبي وثقتي . ولكني كنت أشعر بالألم يمزقني لاكتشافي كم كنت ساذجة حين صدقته ومنحته أجمل مشاعري و أيامي.
ثم لم تلبث مشاعر الإشفاق أن تسللت إلي أعماقي .. نعم ، لقد أشفقت علي تلك الفتاة الرقيقة الجميلة من أن تمر بكل ما مررت به أنا من قبل لينتهي بها الأمر متفرجة علي مشهد لعبت بطولته من قبل كما أفعل أنا الآن!
وخطر لي أن أحذرها .. نعم .. من واجبي أن أفعل، ولكن أية محاولة من جانبي لتحذيرها سيتم تفسيرها علي أنها مجرد شعور أحمق بالغيرة، وعدم تقبل الهزيمة...
وبإعادة النظر إلي وجهها الرقيق الناعم، أيقنت أنه ربما هو من يحتاج للتحذير!!
لقد لمحت في عينيها خبثا و دهاءً بلا حدود. إنها ليست في سذاجتي ... ليست غريرة وبريئة كما كنت أنا. لقد كنت صفحة بيضاء، وكان هو أول من سمحت له بأن يسطرني بكلمات الحب والوفاء والإخلاص، لأكتشف بعد ذلك أنه قد كتبها بحبر الغدر والخيانة والخداع!!
ألقيت عليهما نظرة أخيرة عندما وصل تفكيري إلي هذه النقطة، ثم رأيته يلتفت ناحيتي فجأة بعد أن علا صوت زميلتي وهي تناديني عندما تأخرت عليها.
ارتبك هو في البداية، ثم ارتسمت علي شفتيه ابتسامة خبيثة متشفية لم تلبث أن اختفت سريعا عندما قابلتها بنظرة احتقار وازدراء وأنا أتأبط ذراع زميلتي متجهة نحو باب الخروج دون أن ألتفت خلفي مرة أخرى .. قط.
هناك 41 تعليقًا:
أولا صياغة الموضوع صياغة جيدة فعلا
ثانيا أحب أن اقول لهذا الشاب أنه خسر أنسانة كانت تحبه
وأنت كسبتى نفسك، بدلا من الاستمرار مع الشخض الذى لا يعرف قيمتك وتصلين معه لنقطة يكون فيها الرجوع عنها من الأمور التى تترك فى النفس جرحا لا يَشفى إلى الأبد
مشكورة على المقال
الصديق أيمن
أشكرك على المرور والتعليق الجميل، أوضح لك فقط أن هذه ليست إلا قصة قصيرة.
شكرا يا صديقي
جميله اوى القصه دى
وفيها من المعانى الكثير
اتمنالك التقدم
الجميلة بسمة
نورتيني بزيارتك وسعيدة أن القصة قد أعجبتك
أشكرك وانتظرك دائما
قصه جميله ومكتوبه بأتقان
تسلم ايدك
عجبتني
وخصوصا انك تحدثتي في سطور بسيطه عن شلال من المشاعر المتضاده والاحاسيس المتناقضه
شمس الشموسة
شكرا يا صديقتي على كلامك الجميل، وهو ده بالفعل كان هدفي... رصد المشاعر العديدة المتناقضة التي تتولد داخل نفس الأنثى في مثل هذه المواقف.
سلامي وتحياتي لك
لا ادري ما هي لذة الخداع
ولكن الواقع انها منتشرة لدي الكثير من بشر هذا الزمان
والاغلب انه من يتمتع بالخداع يقابل ربما من هم علي شاكلته يوما ليتذوق من نفس الكاس الذي اذاقة لغيره
وان لم يحدث تقوده افعاله الي ما هو اسوأ
لذلك لتشكر تلك الفتاه ربها انه بصرها عفوا بشئ لم تكن ستعرفه قريبا .. وربما ستكون مسخة قبل ان تعرف
قصة جميلة
وواقعية
تحياتي
والله ياعلا انا معجبه باجتهادك جدا ولا ادري من اين تاتي بالوقت لتقومي بكل الاعمال التي تؤديها ربنا يوفقك
السلام عليكم
الخداع والخيانة يكسبنا بعضا من القسوة
والتهور
ومزيجا من التردد في أن أن نحب مرة أخري أو أن نخون كل من يقابلنا حتي لو أحبنا بصدق
وتمر الايام ونستسلم لمرارة نشعر بها دوما -كم كنا أبرياء وقد استغل البعض براءتنا
،،،،
علي أيهما نشفق
الجاني أم المجني عليه
وعندما تتكرر التجربة بكل حذافيرها مع آخرين - نراهما في صورة حبيبن وكل منهما يخبئ وراء ظهره خنجراً ليطعن الاخر ويتركه بألام الفراق وطيش الظنون
،،،،
تذكرت أغنية لعبد الحليم حافظ
يقول فيما معنها ( قلبي يقول للحب ابعد عن طريقي - أي قلب يقابلني يا ويله )عندما نجرح نتوقع أن العالم أصبح غابة وعندما نري نزيف جروحنا وأننا وقعنا فريسة نقسم أن نقطع أوصال كل من يقابلنا
ومنا من لا يَظلم ولا يحب الظُلم
،،،،
تحية الي قلمك
يا سلان لو دي اتعملت سينما
بجد هتبقى تحفه
تصوري كده والبطلة بتبصلهم
وكأنها شايفه نفسها مكان الثانية اللي قاعده مكانها دلوقتي في نفس المكان
.......
تحياتي للأسلوب العالي جدا
اولا اشكرك على البوست الرائع
كلمات متألقة متراصة بعناية فائقة.
ثانيا
هذا الشخص الذى اوليتيه عناية
فى يوم من الايام ما كان ليستحقها .
فلقد وقف موقفا ما لأمثاله ان يقفوه وهو انه قد ملك قلبكى يوما
وامثاله لا يمكن ان تحزنى على راقه او تحسين بأى نوع من انواع الغيرة من الفتاة التى يكمل معها هذا المسلسل الهزلى السخيف.
انظرى امامك ولا تبالى بما رأيتى ولا تولى هذا الموقف الذى رأيتيه اى عناية.
اشكرك على البوست
واتمنى لكى الخير فى حياتك القادمة
كوشيا العزيزة
أشرقت الأنوار يا صديقتي... منذ فترة لم تزوريني... أشكرك على اهتمامك بقراءة القصة والتعليق عليها، وأتفق معك في كل ما قلتٍ.
تحياتي وشكري
الصديق حسونة
أول زيارة تشرفني بها ، لكنها ولا شك زيارة مميزة وتعليق رائع غاية في التنسيق.
أشكرك يا صديقي وفي انتظارك دائما وعسى الله أن يجعلنا ممن لا يظلمون ولا يرضون الظلم لغيرهم
الصديق أحمد حشمت
أسعدتني جدا بتعليقك، وكلماتك المشجعة.
شكرا على الاهتمام
وخالص تحياتي
مسدس صغير
أشكرك أنا على الزيارة الجميلة والتعليق الأجمل، وسعيدة أن أعجبك ما قرأت.
في انتظارك دوما يا صديقي
الصديقة الغير معرفة
يسرني أن فزت بإعجابك، ومن الواضح أنك تعرفيني شخصيا لكنك نسيت أن تتركي اسمك حتى أشكرك على اهتمامك بترك تعليق على عكس أغلب من يعرفونني من الحياة ويقرأون ما أكتب ثم يبخلون عليّ بترك تعليق من بضعة كلمات.
أشكرك يا من أنت بالتأكيد صديقتي
وتحياتي لك
تسلم ايديك .. يا قمراية .
تحياتى ،،
نفرتارى
نورتينا يا نفرتاري
شكرا على مرورك الجميل
جميلة
وعاجبنى اوى نظرة البطلة فى الاخر
موناليزا اللذيذة
صديقني يا صديقتي مثله لا يستحق سوى مثل تلك النظرة!!!
وهذا أقل ما يجب
تحياتي وسلامي
قصه دى انا قرأتها قبل كدا او ممكن يكون شيئ شبيه بس بجد تعلمت منها الكثير فى حياتى العمليه
بجد مرسى ليكى ايتها البيضاء على قصتك
صديقي آدم المصري
شكرا على الزيارة والتعليق، لكن أرجو أن نكون محددين في كلامنا... قرأتها من قبل لم يحدث بالتأكيد، لكن يجوز أن تكون قرأت شيئا شبيها أنت أدرى!!!
تحياتي لك
جميله قصتك عزيزتي
حبكة وقصه وتعبيرات جيده جدا
لكنني قرأت لك ماهو أجود
ربما يكن اصدق
تحياتي وحبي الصادق إلي جانب نقدي البريء
قصه جميله
في سطور قليله جمعت بين تناقضات كثيره
وتحياتي
صديقتي شيماء زايد
أشكرك يا عزيزتي على رأيك ونقدك الذي أرحب به دائما... انقدي براحتك ولا يهمك
سلامي وتحياتي
عزيزتي حنان الشافعي
هذا هو بيت القصيد يا عزيزتي التناقضات المتدرجة في مشاعر الأنثى ازاء موقف كهذا
شرفتيني بزيارتك كالعادة
أرى الخائن لا يستحق منا مجرد المشاعر السلبية فقد نؤذي بها قلوبنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اذا اكتشفت ان كل الابواب مغلقة
وأن الرجاء لا أمل فيه
وأن من أحببت يوماً أغلق مفاتيح قلبه
والقاها في سراديب النسيان...هنا فقط اقولك
إن كرامتك أهم كثيراً من قلبك الجريح
حتى وإن غطت دماؤه سماء هذا الكون الفسيح
فلن يفيدك أن تنادي حبيباً لايسمعك
وأن تسكن بيتاً لم يعد يعرفك أحد فيه
وأن تعيش على ذكرى انسان فرط فيك بلا سبب
تقبل مرورى وبجد جميله قووووى
ربنا يوفقك
دعاء الجميلة
منتهى الرقة والمشاعر المرهفة...
مشكورة على الزيارة والتعليق
عاشقة الأحزان
كلماتك في منتهى الرقة والعذوبة رغم أنها تقطر حزنا
أتمنى أن تتوقفي عن عشق الأحزان، والله قادر على أن يبدل حال بحال في القريب إن شاء الله
شرفتني بزيارتك الجميلة وأتمنى أن تكرريها دوما
أختى العزيزة
كنت جاى أطمن والله وفوجئت بإنى فيه موضوع جديد
واضح إنى الريدر مضهدنى ومظهرهوش عندى
اعذرينى
دمتى بكل الود
الصديق محمد غالية
تعيش وتسأل عليا يا سيدي... ربنا يكرمك
اكثر ما يعجبنى فى كتاباتك
التناقض الممتع
تحياتى
دكتور عمرو
أهلا بيك من جديد، ومرسي جدا على التعليق الجميل ده
لن اتحدث عن القصة فرأيي سيكون مكررا فكل كتاباتك رائعة وبلا استثناء
اما الخداع فقد انتشر للغاية وبصور مختلفة وبين جميع اطبقات فى هذا العصر وهو مما نراه علامة من علامات الانهيار
تحياتى دوما
الصديق الأزهري
ربنا يكرمك يا رب على كل الكلام الجميل اللي قولته، وبجد وحشتني تعليقاتك
منورنا يا صديقي
لقطة بارعة بالفعل..وتصويرك للحالة النفسية وكمان النهاية.. تستحق التصفيق.
عودى يا هاميس
كفاية كده اجازة بقى
انا كتير متأسف
وكتير الق ص ه جميله جدا وسعيد انى عت لمدونتك مره اخره
ازيك يا اجمل وردة وحشتينى
الغلط الوحيد اللى عملتيه انك امنتى للانسان ده وبعدين فى الزمن ده مش اى حد نسلمه قلبنا ومشاعرنا الحلوة لان كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتير قوى ميستاهلوش كده
واكيد ربنا بيحبك قوى لانه اظهر لك الانسان ده بالوقاحة والخبث ده
تقبلى مرورى
فارس يعلق ....
لوأن كل من أحب وأخفق لعلة فيه أو لعلة فيمن أحب بكى وناح لأصبحت اليابسة أنهارا من دموع ثكلى الحب الأول ، وعموما الموضوع كان يحتاج للتطويل لمعرفة لمحات عن الحب الضائع بسبب غدر الرجل الذي غدر ومال لأخرى وإن كان التعميم غير جائز فليس كل الرجال هذا الوغد الغادر
إرسال تعليق